أفاق تطوير صحافة الاستقصاء في وسائل الإعلام العمومية

أفاق تطوير صحافة الاستقصاء في وسائل الإعلام العمومية

مثّلت الورشة الختامية لبرنامج « ثروات الأمم » التّي نظّمها مركز تطوير الإعلام MDC بمقّر الإذاعة التونسية فرصة لفتح أفاق ممارسة صحافة الاستقصاء في وسائل الإعلام العمومية في تونس.

وقد شارك في هذا النقاش الذي أداره رئيس مركز تطوير الاعلام، الدكتور عبد الكريم الحيزاوي، الصحفيين الذين شاركوا في برنامج « ثروات الأمم » من خلال انجاز وبثّ تحقيقات مالية حول الفساد المالي والتهّرب الضريبيكما وشهدت الورشة الختامية للبرنامج حضور الرئيس المدير العام للإذاعة التونسية السيد عبد الرزاق الطبيب، ور.م.ع مؤسسة سنيب لابراس SNIPE La Presse السيد المنّوبي المروكي، ورئيس تحرير صحيفة « الصباح » السيد محمد طوير فضلا عن المدّربين مبروكة خذير (DWA) ووليد الماجري (Inkyfada).

وكان هذا اللقاء فرصة لمختلف الصحفيين المشاركين في البرنامج لاستعراض الصعوبات التي تعرضوا لها خلال مرحلة انجاز التحقيقات الاستقصائية وبعد بثّهافبعد رحلة إقناع المسئولين عن هيئات التحرير داخل المؤسسات الصحفية التي يعملون بها، كانت رحلة البحث عن الحقيقة ومواجهة مخاطر الميدان للحصول على المعطيات والوثائق اللازمة لانجاز تحقيقات مطابقة للمواصفات المعمول بها.  وبعد الانتهاء من مرحلة التحرير وغيرها من الخطوات كان عليهم ان ينتظروا موافقة خبراء مركز تطوير الإعلام وطومسن رويترز ثمّ موافقة هيئة التحرير على النشر.

وقد ندّد أغلب الصحفيين الحاضرين بعدم احترام حقّ النفاذ إلى المعلومة خاصّة من قبل المؤسسات الخاضعة لوزارة المالية وهو ما جعل البعض منهم يلتجئ إلى الهيئة الوطنية للنفاذ إلى المعلومةكما وتلّقّى البعض من الصحفيين تهديدات على اثر نشرهم لتحقيقاتهم حتّى أنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على سحب الروابط الالكترونية لأعمالهم الصحفية لأسباب أمنية.

من جهتهم قدّم المدربون جملة من الاقتراحات التي من شأنها تحسين جودة التحقيقات الصحفية المقبلة وذلك من خلال تشريكهم في الإشراف عليها منذ انطلاق الدورة التدريبيةكما دعوا إلى انجاز تحقيقات استقصائية جماعية تشارك في إنتاجها أكثر من مؤسسة إعلامية للتمّكن من معالجة المواضيع المتشعبة والمعقّدة بطريقة منصفة اذ عادة ما يصعب على الصحفي الخوض في مثل هكذا مواضيع بطريقة فردية وهو ما أكدّته المدّربة مبروكة خذير

ومن ناحية أخرى عبّر المدربون عن استيائهم من عدم نشر التحقيقات المنجزة على أشمل نطاق ممكن مؤكدين أن كل تحقيق استقصائي يستحّق أن يجد الرواج اللازموفي هذا الصدد، ذكّر وليد الماجري أن الهدف من الصحافة الاستقصائية لا يقتصر على نشر المعلومات وكشف الحقائق وإنما أساسا التوق إلى تغيير الواقع للأحسن.

تجدر الإشارة إلى إن الصحفيين قد اتفقوا على مواصلة الدرب قصد مزيد تطوير مهاراتهم في ممارسة صحافة الاستقصاء خاصّة فيما يتعّلق بالممارسات المالية غير الشرعية وفي هذا الصدد أشاروا إلى ضرورة:
– تطوير مبدأ التعاون في مجال صحافة الاستقصاء خاصة فيما يتعّلق بالمواضيع المعقدّة.
– تشريك وسائل الإعلام السمعية البصرية وخاصّة التلفزيون العمومي في إنتاج وبثّ التحقيقات الاستقصائية.
– إرساء شراكة بين مؤسسات الإعلام العمومية ومركز تطوير الإعلام بهدف تشجيع ممارسة الصحافة الاستقصائية.
– إسناد جوائز سنوية لأحسن التحقيقات الاستقصائية.
– انجاز نسخ متعّددة الوسائط لكل التحقيقات المنجزة للحصول على أكثر نسب مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي.

تجدر الاشارة الى انّ برنامج « ثروات الأمم » هو برنامج تدريبي يشرف عليه مركز تطوير الإعلام  MDC بالشراكة مع مؤسسة تومسون رويترز  Thomson Reuters .وهو برنامج مدعوم بمنحة من وكالة التنمية النرويجية NORAD.

يهدف هذا البرنامج إلى تطوير معارف ومهارات الصحفيين المشاركين والذي يقع اختيارهم حسب تجاربهم الصحفية المتعلقة بالمال والاستقصاء وذلك من خلال تمكينهم من تكوين معمق وتأطيرهم من قبل أحسن الخبراء في المجال لأجل إنتاج تحقيقات استقصائية تتعلق بالتهّرب الضريبي والتحويلات المالية غير المشروعة.

Close