انعقدت الندوة العلمية الدورية لمركز تطوير الإعلام يوم الخميس 12 جويلية 2018 بمقّر الجمعية الكائن بتونس العاصمة. وقد خصصت هذه الندوة للنقاش حول مختلف الأنشطة والبرامج التي أطلقها مركز تطوير الإعلام. فضلا عن أعضاء مكتب الجمعية، حضر هذه الندوة العلمية خبراء في الإعلام ومدّربين رافقوا المركز في إطلاق مختلف مشاريعه وبرامجه.
وقد مثلت هذه الندوة العلمية التي انعقدت على امتداد أربع ساعات فرصة لمختلف الأطراف الحاضرة لمناقشة مدى التقدم في انجاز البرامج السارية والإشكاليات المطروحة فضلا عن السبل الكفيلة لتجاوز بعض النقائص المسجلّة.
كما وقد تمّ خلال هذا اللقاء تقديم كتيبّ من إصدار المركز يتطرق إلى تفاصيل مراحل التقدّم في انجاز ابرز البرامج الذي قام بإطلاقها المركز في الآونة الأخيرة والمتمثلة خصوصا في برنامج صحافة المواطنة للشمال الغربي بالتعاون مع المنظمة الهولندية فري براس انليميتد وبرنامج ثروات الأمم والتحويلات المالية غير المشروعة بالتعاون مع المنظمة البريطانية تومسون رويترز.
وفي هذا الإطار قام منسق برنامج صحافة المواطنة للشمال الغربي بالتأكيد على الجهود المبذولة من قبل الستة عشرة مراسلا صحفيا من بين المشاركين في البرنامج لأجل انجاز أعمال صحفية ذات جودة بصفة دورية تحت إشراف مؤطريهم خلال الدورات التدريبية في صحافة القرب وصحافة الموبايل والتي قاموا في وقت سابق بمواكبتها في إطار البرنامج.
وعلى اثر الاطلاع على بعض الأعمال الصحفية المنجزة من قبل المشاركين في هذا البرنامج، أثير نقاش واسع الأهمية ارتكز بالأساس على الأشكال الصحفية الأكثر ملائمة مع خصوصيات البرنامج في جزءه الثاني. وبالتالي تمّت دعوة الماطرين إلى حثّ المشاركين على اتبعاهّها. وقد تمّ التوصل على اثر هذا النقاش إلى توصيتين اثنتين متمثلتين في:
بالنسبة للمحور المشترك: يجب ان تكون المواضيع المزمع انجازها ذات صلة بالحوكمة الرشيدة على المستوى المحّلي، خاصة وانّ الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بقيادة شوقي الطبيب قد قبلت ان تكون شريكا فاعلا لمركز تطوير الإعلام لأجل انجاز برنامج صحافة المواطنة للشمال الغربي في أحسن الظروف.
بالنسبة للشكل الصحفي، فقد ارتأى الحضور ضرورة أن يحافظ الصحفي المواطن على عفويته خلال انجازه لأعماله الصحفية، اذ لاحظ مختلف الخبراء على اثر اطلاعهم على بعض الأعمال انّ هناك نوع من المحاكاة للروبورتاجات الصحفية التي تقدمها التلفزة الوطنية.
وفي علاقة ببرنامج ثروات الأمم والتحويلات المالية غير المشروعية الذي يطلقة مركز تطوير الإعلام بالشراكة مع المنظمة البريطانية تومسون رويترز فقد قاما المدربين المنوبي المروكي ووليد الماجري بالإشارة إلى ابزر المشاكل التي اعترضت سبيل المشاركين خلال انجازهم للتحقيقات الاستقصائية الموكولة لهم والتي تعلقت اغلبها بحق النفاذ للمعلومة. لكن هذه الصعوبات لم تمنع جبّ المشاركين من مواصلة دربهم وإنهاء تحقيقاتهم التي تعالج في معظمها مواضيع شائكة تتعلق بالتهّرب الضريبي، الفساد المالي والإداري والشكوك التي تحوم حول بعض الصفقات العمومية. وقد تمكّن إلى حدّ اللحظة، ستّة مشاركين من أصل عشرة، من الانتهاء من أعمالهم والشروع في نشرها عبر وسائل الإعلام التابعين لها وذلك بعد تحصّلهم على الموافقة النهائية للنشر من قبل الخبراء التابعين لمركز تطوير الإعلام ومنظمة تومسون رويترز.
من جانبه قام السيد عبد الكريم الحيزاوي مدير المرصد العربي للصحافة ويسر بالخيرية صحفية محرّرة بالمرصد بتقديم ابرز أنشطة المرصد في الفترة الأخيرة مذكرين انّ جلّ هذه الأنشطة تتنزلّ في إطار التزام المنّصة EJO AJO بالبحوث المتعلقة بحرية الصحافة ومسؤولية وسائل الإعلام.
ويذكر أن خصّص الجزء الثاني من الندوة العلمية الدورية لمركز تطوير الإعلام للتشاور حول روزنامة عمل المركز بالنسبة للسداسي الثاني من السنة الجارية.
وفي هذا الخصوص قال مدير مركز تطوير الإعلام عبد الكريم الحيزاوي ان العديد من المنظمات الوطنية والدولية قد أبدت رغبتها في تجديد تجارب التعاون مع المركز في الفترة المقبلة مضيفا انّ الجمعية قد أثبتت لأكثر من مرّة التزامها بالجدية والحرفية في تعاملها مع شركاءها لكسب ثقتهم.
وفي نفس السياق، ثمّن المجود الذي يبذله أعضاء الجمعية دون استثناء والإضافة البيداغوجية التي يؤمنها الخبراء المهنيون في سبيل إنجاح أنشطة المركز. كما وحيّا بالمناسبة شركاء المركز الاستراتجيين والمتمثلين في منظمة فري براس انليميتد، سفارة هولندا بتونس ومنظمة تومسون رويترز والمرصد الأوروبي للصحافة لتجديد ثقتهم في المركز من خلال الإبقاء عليه كشريك دائم.