مواقع التواصل الاجتماعي : مجال استقطاب من قبل التنظيمات الإرهابية

مواقع التواصل الاجتماعي : مجال استقطاب من قبل التنظيمات الإرهابية

في إطار تحليل ظاهرة الإرهاب ومعرفة وسائل استقطاب الشباب من قبل التنظيمات الإرهابية نظّم المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون «بيت الحكمة» بتونس ندوة حول « الشأن الديني في شبكات التواصل الاجتماعي » ومدى تأثير هذه المواقع في الترويج للإرهاب بإشراف الباحثة آمال قرامي. في جلسة ترأّسها رئيس مركز تطوير الإعلام الأستاذ عبد الكريم حيزاوي قدّمت للأستاذة أمال قرامي مداخلة بعنوان »دور الأناشيد الجهادية في تشكيل المتخيّل » ثمّ قدمت الأستاذة إقبال الغربي اللطيفي مداخلة ثانية تحت عنوان « مقاربة نفسية لبروباقندا داعش على شبكة الانترنيت ».

تمثلت مداخلة الأستاذة أمال القرامي  في التعريف بدراسة حول الأناشيد الجهادية الإسلامية في تشكيل المتخيل » وبينت من خلالها محتوى الأغاني الحماسية التي تنشرها التنظيمات الإرهابية « القاعدة وداعش » بإشراف هيئات تعتمد مضامين وأشكالا مدروسة، تهدف إلى  استقطاب المتلقي من خلال التأثير على بنيتيه النفسية والذهنية. كما بيّنت الدراسة أن هذه الأناشيد الحماسية تعتمد مقاييس دقيقة في اختيار الكلمات والإيقاع التي تسهّل تمرير رسالة التنظيمات الإرهابية لحثّ الشباب على « الجهاد » والأعمال الإرهابية، كما يعتمد القائمون على هذه المواقع على ترجمة الأغاني إلى لغات متعددة وهذا لضمان استقطاب اكبر عدد من الشباب.

من جهتها قدمت الأستاذة إقبال الغربي لطيفي « مقاربة نفسية لبروباقندا داعش على شبكة الانترنيت » وبيّنت أنّ هذه التنظيمات تسيطر على عدد كبير من « الحسابات » في مواقع التواصل الاجتماعي و التي من خلالها تسعى إلى إنتاج مضامين دعائية تتلاءم مع الخصوصيات الثقافية والجغرافية لأفراد كل مجموعة بشرية تنوي استهدافها، فهي تنتج مثلا أغاني على إيقاع « الراب » بأكثر من لغة أجنبية و على إيقاعات الموسيقى الصوفية في الرسائل الموجهة لبلدان المغرب العربي، إضافة إلى التركيز على صورة العصر الذهبي التي كان عليها المسلمون والتي يجب استعادته من خلال « القضاء على العدو الكافر ».

وكانت الندوة قد افتتحت بكلمة لرئيس المجمع الأستاذ عبد المجيد الشرفي الذي اعتبر انه في ظل الاعتماد المكثّف للخطاب الديني التحريضي والتكفيري  في وسائل التواصل الاجتماعي أصبح من الضروري القيام ببحوث ودراسات تهتم بهذا الخطاب المتطرّف الذي يروّج للجهاد الإرهابي ذو المنزع التكفيري. وكانت الجلسة الأولى برئاسة نايلة السليني الأستاذة الباحثة بكلية الشريعة و أصول الدين. وشارك فيها في البداية الأستاذ صادق الحمامي مدير المركز الإفريقي لتدريب الصحفيين، الذي قدّم مداخلة بعنوان « من المايكروفون إلى تويتر: مقاربة نظرية لاستخدامات الحركات الإسلامية للميديا الاجتماعية ». ثمّ قدمّ الأستاذ محمّد حمزة مداخلة بعنوان « الفتاوى المتشظيّة ».

وخلصت الندوة إلى ضرورة رصد مؤسسات الدولة لمواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها قد تمثل نقاط استقطاب من طرف الإرهابيين للشباب، إضافة إلى ضرورة التركيز على البحوث المتعلقة بطرق الاستقطاب وسبب ازدهارها، خاصة وان هذه البحوث ماتزال قليلة مقارنة بالدعاية التي تنتهجها التنظيمات الإرهابية في استقطاب عناصر إرهابية جديدة.

Close