تحقيق: رشاد الصالحي
هذا التحقيق تم انجازه في إطار برنامج الصحافة الاستقصائية من أجل حوكمة محلية رشيدة بإقليم الشمال الغربي الذي ينظمه مركز تطوير الإعلام. تم نشر هذا التحقيق على الموقع الاخباري حقائق اونلاين.
أسامة السعيدي لاعب جزائري نشط في بطولة رابطة الهواة المستوى الثاني، ساهم بشكل فعّال في بقاء فريقه التونسي نادي الحزق في رابطة الهواة، لكن بأي طريقة فهو لا يملك إجازة من جامعة كرة القدم تحمل اسمه، ولم يتحصل على الجنسية التونسية إلا في 2 جانفي 2019، والقوانين تمنع مشاركة اللاعبين الأجانب إلا في الرابطة المحترفة الأولى. التدليس ينخر جسم رياضاتنا هكذا خاطبنا آية الله هيشري رئيس جمعية تالة الرياضية، مضيفا أنّ عصابات التدليس حطّمت جمعيات رياضية مقابل بعض الأموال. وحكمت على العديد من اللاعبين الشبان بمقاطعة الرياضة واللجوء إلى استهلاك المخدّرات. التدليس حكم على جمعية تالة الرياضية بالنزول وليست جمعية تالة هي الضحية الوحيدة بل هناك جمعيات حكم عليها التلاعب بالوثائق والتدليس بالانحلال والتفكك.
.jpg)
استنجدت الهيئة المدير للنادي الرياضي الحزقي في فترة الانتقالات الشتوية بخدمات لاعب أجنبي جزائري الجنسية يدعى أسامة سعيدي، مولود في 02 أوت 1992 بالجزائر، ينشط كلاعب بفريق جزائري للموسم الرياضي 2018/2019 اسمه النجم الرياضي فرفوس بئر العاتر رقم الإجازة 1210014 رابطة عنابة تحت رقم 7. علما وأنّ بطولة الرابطة الوطنية للهواة المستوى الثاني تضم 14 فريقا.
تدليس وثيقة رسمية
أفادنا آية الله الهيشري رئيس جمعية تالة الرياضية أنّ فريق النادي الرياضي الحزقي تعمّد مغالطة المصالح المعنية بالجامعة التونسية لكرة القدم باستخراج إجازة رسمية واستغلال هوية شخص آخر تونسي دون وجه حق منتهكا بذلك قانون حماية المعطيات الشخصية و انتحال صفة و تدليس وثيقة رسمية.
.jpg)
هذا الشخص التونسي يدعى محسن ابالا تلميذ بمركز التكوين المهني بجبنيانة أصيل منطقة المحرس مولود بتاريخ 18/07/1988 أوهمته هيئة النادي الرياضي الحزقي بقبوله وضمّه إلى الفريق وطلبوا منه جلب نسخة من بطاقة التعريف الوطنية لإتمام إجراءات استخراج إجازة فنية له.فاستجاب لطلبها على أمل أن يكون لاعبا بالفريق المذكور. لكن الهيئة المديرة للنادي الرياضي الحزقي استعملت بطاقة تعريفه الوطنية، وأودعت ملفا لدى الجامعة التونسية لكرة القدم لاستخراج إجازة فنية للاعب يسمى محسن ابالا تونسي الجنسية ولكن بصورة اللاعب الجزائري المسمى أسامة سعيدي مع العلم أن صاحب الاسم الفعلي المذكور في الإجازة الفنية لم يشارك ولو في مقابلة واحدة.
واعتبر حمدة عاشوري الكاتب العام لجمعية تالة الرياضية أنّ طريقة التدليس هذه التي تعتمد بطاقة تعريف لشخص وصورة مغايرة له في الإجازة الفنية هي الأكثر شيوعا في مجال التدليس في رابطات كرة القدم في تونس.
الكشف عن اللاعب المدلس وتقديم احتراز في الغرض
أشار كاتب عام جمعية تالة الرياضية حمدة العاشوري أنّ اللاعب الجزائري لعب 8 جولات من مرحلة الإياب وكان له دور كبير في تغيير النتائج وشارك هذا اللاعب المدلس ضد فريق جمعية تالة الرياضية بتاريخ 03/02/2019 بالملعب البلدي بساقية الدائر تحت إجازة رقم 980818040.
وقبل إجراء هذه المقابلة قامت الهيئة المديرة لتالة الرياضية بالتظلم لدى لرابطة الوطنية لكرة القدم الهواة مستوى 2 في الآجال القانونية بعد التثبت في الصورة وفي اللاعب والتأكد من مخالفة القوانين الخاصة.
أية الله الهيشري يؤكد أنه لم يتم احترام الفصل 69 من القوانين العامة للجامعة التونسية لكرة القدم ، وتساءل هل قام طبيب الفريق بإجراء الفحوصات على اللاعب التونسي أو اللاعب الجزائري وهو أمر في غاية الخطورة....؟.
معاينة التجاوزات من قبل عدل تنفيذ
يساوي الفصل 40 من القوانين العامة للجامعة التونسية لكرة القدم بين الإجازة وبطاقة التعريف الوطنية في المشاركة في المسابقات المنظمة من طرف الجامعة التونسية. ويؤكّد الفصل 41 على احترام اللاعب الممضي لجميع قوانين اللعبة والقوانين العامة للجامعة التونسية لكرة القدم. كما يؤكد الفصل 45 من القوانين العامة للجامعة التونسية لكرة القدم على ضرورة احترام الشروط اللازمة من أجل تقديم طلب استخراج إجازة من الجامعة.
عاين عدل التنفيذ الأستاذ ماجد حسني الصور المرفقة للملف وعددها 31 والتي تؤكد وجود اللاعب الجزائري وهو يمضي على إجازة صحبة الرئيس والكاتب العام لجمعية النادي الرياضي الحزقي.
كما أنزلت الصفحة الرسمية لجمعية النجم الرياضي بفرفوس بئر العاتر تدوينة تفيد التحاق اللاعب الجزائري أسامة سعيدي بفريق تونسي بتاريخ 28/ ديسمبر 2018 على الساعة 12:47 والتي تقول "سيتم البحث عن لاعب يعوض المتألق أسامة سعيدي الراحل إلى البطولة التونسية ناسيونال 2....." ويوضح الفصل 48 من القوانين العامة للجامعة التونسية لكرة القدم رفض طلب استخراج إجازة في حالة غياب نسخة من بطاقة التعريف الوطنية. وهنا وجب التأكد من الصورة الفوتوغرافية و الصورة الموجودة في نسخة بطاقة التعريف الوطنية قبل استخراج الإجازة وهذا العمل موكل لإدارة استخراج الإجازات.
ويؤكد الفصل 50 أن جميع مطالب استخراج الإجازات تخضع لإجراءات إدارية فور وصولها لمكتب الضبط وصولا إلى قسم الإجازات الذي يكون بدوره مطالبا بالتدقيق والتثبت وهذا لم يحصل في قضية الحال.
اعتراف اللاعب الجزائري بعملية التدليس واتهام رئيس الرابطة
اللاعب "أسامة سعيدي" شارك في جميع المقابلات ما عدى 4 الجولات الأخيرة وقد اعترف اللاعب أسامة سعيدي بعد مكالمة هاتفية مسجلة بينه وبين وآية الله هيشري بتاريخ 19/ماي 2019 علي الساعة 16:00:35 و دامت 01:50 دقيقة بأنه لعب بإجازة مدلسة تحمل صورته وأن مسؤولا في الجامعة قام بكل شئ حسب كلامه . وهو حسن زيان رئيس الرابطة الثالثة المستوى الأول ورئيس سابق للنادي الرياضي الحزقي.
من جهته طالب رئيس الهيئة المديرة لجمعية تالة الرياضية بتطبيق لجميع الفصول المعروضة سابقا والتي تم انتهاكها جميعا وخاصة الفصل 01 من المجلة التأديبية والفصل 139 والفصل 31 والفصل 75 من القوانين العامة للجمعية التونسية لكرة القدم. وطالب باستدعاء اللاعب محسن ابالا والتحقيق معه بشأن مشاركته مع النادي الرياضي الحزقي واستدعاء رئيس وكاتب عام النادي الرياضي الحزقي والتحقيق معهما وردع المخالفين والمتلاعبين بالميثاق الرياضي وحرمانهم من أي نشاط رياضي لمن تثبت إدانته.
لم تكن جمعية تالة الرياضية الوحيدة التي تقدمت بشكوى في الغرض بل أن فريق النجم الرياضي بالجم تقدم هو الآخر بتظلم إلى الكاتب العام للجامعة التونسية لكرة القدم بتاريخ 25 ماي 2019 موضوعه ملف تدليس ومسك مدلس وافتعال وثيقة رسمية مدلسة والانتفاع من جريمة التدليس.
.jpg)
.jpg)
بعض اللاعبين الذين تحدثوا إلينا أكّدوا عزوفهم عن اللعب بعد ما تبين لهم حدوث تلاعب وتدليس يتجاوز كل المواثيق الرياضية ليتحوّل إلى جريمة.
اتصلنا برئيس إحدى فرق هذه الرابطة الذي رفض ذكر اسمه واسم جمعيته مكتفيا بالتأكيد أنّ اللاعب شارك في اللقاء ضد فريقه و أكد أنّ عملية التّدليس موجودة وقانونيا لا يملك هذا اللاعب الحق في اللعب. ولكن فريقه لم يثر هذه القضية لأنه غير معني بالنزول.
كاتب عام فريق الحزق: الموسم انتهى ولا فائدة من إثارة القضية
اعتبر كاتب عام فريق الحزق الذي كان محترزا في الحديث إلينا وقال باقتضاب أنّ اللاعب المذكور يلعب مع فريقه يملك جنسية مزدوجة. ويحق له اللعب مع أي فريق في تونس. وأضاف أنّ إجازته الفنية قانونية.
واعتبر أنّ إثارة القضية مرفوضة شكلا لأنها لم تحترم الآجال القانونية. والموسم الرياضي انتهى ولا فائدة من الحديث عن الموضوع. إلاّ أنّ تبرير كاتب عام جمعية الحزق فيه الكثير من المغالطة فالوثائق تثبت حصول اللاعب الجزائري على بطاقة التعريف الوطنية التونسية يوم 2 جانفي 2019، علاوة على أنّه لا توجد بالمرّة إجازة تحمل اسم اللاعب أسامة السعيدي في جامعة كرة القدم!!!
الرابطة تصدّر الموضوع إلى الجامعة
اتصلنا بالسيد ناجي الشاهد رئيس الرابطة الوطنية للهواة المستوى الثاني وأحطناه علما بتفاصيل عملية التدليس فأكّد أن الرابطة تنظر في الملفات القانونية ذات العلاقة بنتائج المباريات والأخطاء الإدارية و لا تختص في معالجة مثل هذه القضايا التي هي من مشمولات المكتب الجامعي وعن رأيه كعضو جامعي في موضوع التدليس اكتفي بالقول أنّ هناك مسائل تستوجب التحفظ ولا يقدم رأيه إلا عند عرض الملف على المكتب الجامعي. وأكّد أنّ الموضوع للمتابعة وقد ساهمت عوامل عدّة في تعطيله على غرار كأس إفريقيا للأمم و كأس تونس لكن المؤكّد في نظره أن المشهد سيتضح في بداية سبتمبر لأنّ رئيس الجامعة لم يطّلع إلى حدّ الآن على الملف.
الجامعة تتجه إلى دفن الملف حيّا باتباع سياسة الهروب إلى الأمام ربحا للوقت
اتصلنا بالجامعة التونسية لكرة القدم عن طريق مراسلة مكتوبة بتاريخ 3 أكتوبر 2019 ، وبقينا ننتظر إلى حين يوم 9 أكتوبر 2019، ولم نتلق أيّ ردّ حينذاك أعدنا الاتصال بقسم الإعلام الذي أكّد أنّ المراسلة وصلت، ولمعرفة مآل ملف القضية أحالنا مكتب الإعلام على السيّد أمين موقو رئيس لجنة المسابقات بالجامعة التونسية لكرة القدم الذي أفاد أنّ "الملف تحت الدّرس" !!! ولم ينظر فيه المكتب الجامعي !! ولم يطرح على جدول أعماله !!!. ثم أضاف أنّ الجامعة لا تصرّح بأيّ موقف إلاّ بعد القرار النهائي . ولما أعلمته بتفاصيل الملف، والخرق الواضح لقوانين كرة القدم، والملف الذي لم يقع البتّ فيه منذ 22 ماي 2019 تاريخ رفع فريق تالة الرياضية لشكواها على أنظار الجامعة، اكتفى محدّثنا بالقول إنّ الجامعة لا تجيب الصحافة !!! بل تجيب الفريق صاحب الدعوى عن تطور سير ملف القضية.
الواضح أنّ الجامعة التونسية لكرة القدم تحاول أن تستغل عامل الزمن للهروب إلى الأمام قصد ربح المزيد من الوقت إلى حين انطلاق الموسم الرياضي والتستر على عضو جامعي متورط في التدليس وتضارب المصالح لوأد القضية التي مرّ على نشرها نصف سنة ، ومازلت تنتظر طرحها على جدول أعمال المكتب الجامعي حسب ما أفادنا بهم مسؤول بالجامعة تحفظ عن ذكر اسمه!!!...